محادثة مع ريشارد ستنجل
على طريقة الحكماء الكبار واستلهاما للثقافة الشعبية يضع مانديلا مبدا ساميا في الممارسة السياسية الملتزمة
يحكي مانديلا قصة طريفة نقلا عن مدير داخلية الثانوية مع شخص كان يعتقد ان منزله مسكون بأرواح شريرة . عمل الشخص جاهدا لطرد تلك الأرواح الشريرة دون جدوى فقرر مغادرة البيت المسكون يحكي مانديلا وفي الاخير قرر المعني بالامر مغادرة التجمع السكني القروي حيث كان يسكن . جمع كل أمتعته في عربة وذهب كي يستقر في مكان بعيد عن المسكن المسكون
في طريقه التقى صديقا فساله قائلا : " الى اين تقصد يا صديقي ! وقبل ان يجيب سمع صوتا من داخل العربة يقول : " اننا ذاهبون قررنا مغادرة القرية حيث كنا نسكن !!"
لقد كانت روحا من الأرواح الخبيثة هي التي تتحدث ! فالاروح الخبيثة الذي ظن صاحبنا انه يفارقها ويتركها خلفه كان يحملها في الواقع معه .
وحسب المدير فان الدرس الأخلاقي الذي ينبغي استخلاصه هو على الشكل التالي : لا تتهرب من المشاكل بل واجهها فالتهرب من المشاكل لا يساعد على حلها . في مواجهة المشاكل عند وقوعها ينبغي التحلي بالشجاعة اللازمة لذلك
لم انس هذا الدرس الأخلاقي في حياتي أبدا يقول مانديلا . فهمت انه لا يفيد في شيء التهرب من مواجهة المشاكل
في السياسة يقول مانديلا نواجه مشكلات حساسة ينبغي ان نتخذ ازاءها مقاربات غير شعبية . البعض في تهربه من مواجهة المشكلات يطرح عددا من الاعذار والمبررات : هل لدينا الموارد الكافية ؟ هل نحن مهيؤون بالشكل الكافي ؟ هل نحن قادرون على القيام بهذا العمل او النشاط ؟
البعض يحبون ان يعطوا الانطباع بكونهم مناضلين وتبعا لذلك فانهم لا يواجهون المشاكل خاصة حين يتعلق الامر باتخاذ قرارات تجعل منهم غير شعبيين . ومن احل تحقيق النجاح السياسي يتعين حمل الناس على ان وتقاسموا معك بكل ثقة اقتناعاتك ومن ثم ينبغي التعبير عنها بكل وضوح وبادب وهدوء ولكن أيضاً بنزاهة تامة