دروس في تنظيم الثورة على الاستعمار
في الاستفادة من الثورات السابقة - محادثات مع نفسي -نيلسون مانديلا
-------
مانديلا والثورة الصينية
تعتبر الثورة الصينية إبداعا وإنجازا هائلا في حد ذاته .حين تكتشف كيف انجز الصينيون ثورتهم يتخيل إليك انهم قد أنجزوا المستحيل . لقد كتب ادكار سنو Red Star Over China وهو كتاب جيد وبسيط عاطفي . لم يكن الكاتب شيوعيا وهذا سمح له بأخذ مسافة نقدية
كان الكتاب عملا بناء حين يصف بداية الثورة وأصولها في جنوب شرق الصيت حيث بدا كل شيء وكيف سعى تشانغ كاي شك تطويق المنطقة من اجل خنق وتحطيم الثورة وكيف كانت المقاومة . وحين تبين لهم ( ماو وأنصاره ) ان الإبادة تنتظرهم اذا بقوا في المنطقة فقد قرروا اختراق خطوط العدو فاتجهوا غربا ثم صعدوا في خط مستقيم الى الحدود مع الاتحاد السوفياتي وهناك بداوا يقاتلون بطريقة دفاعية . ان المسيرة الطويلة كانت معجزة وتدل بعض الوقائع التي حدثت كيف تمكنوا من الإفلات من الإبادة وانه قد كان في ذلك امر خارق
لقد حاولت ان استخلص من دراسة بعض الثورات التي فشلت المبادئ الاساسية اللازمة لاطلاق ثورة ، ثورة مسلحة او حرب عصابات ولهذا قرات Clausewitz الذي تحدث عن حرب العصابات كما قرات كتاب مانحيم بجين حول " :ثورة اسرائيل " . لقد كان هذا الكتاب مهما بالنسبة لنا لان الامر كان يتعلق بحركة في بلد بدون جبال وقاعدتها كانت في اسرائيل التي كانت محتلة من قبل الجيش البريطاني "... قرات في هذه المرحلة السرية كلاوزويتز ، كوماندو دينيز رايت وقرأت كتابين حول ماليزيا وآخر حول الفيليبين كما قرات اعمال ماو تسي تونغ وتعلمت استخدام البندقية في قي بيل وعلمونيفيالمغرب طيق استخدم الاسلحة ....""
---------
مقتطفات من مذكرة سنة 1962
" يتعين تنسيق عمليات المقاومين في المدن والقرى . ينبغي اتخاذ جميع الاحتياطات من احل ضمان النصر ومن هنا فان التنظيم مسالة بالغة الأهمية . ينبغي قبل كل شيء ينبغي بناء شبكة في كل أنحاء البلاد . يتعين علينا دراسة معمقة لجميع الثورات بما في ذلك تلك التي فشلت فتنظيم الثورة تنظيما محكما مسالة في غاية الأهمية . ففي الولايات ( يتحدث عن الثورة الجزائرية ) احتاج الامر الى سنة كاملة من اجل بناء تنظيم جدير بهذا الاسم
ينبغي اطلاق ثورة محلية بكل جديرة بهذا الاسم . كثير من الثورات فاشلة بسبب عدم تقاسم الجميع للفكرة الثورية .
ينبغي لقيادات الثورة ان لا يقلقوا كثيرا من نقص التدريب العسكري للجماهير ، فاجود قيادات جبهة التحرير الوطني هم بالأساس افراد لم تكن لهم أية تجربة عسكرية سابقة . هناك من جهة اخرى فرق بين العسكري والمناضل . في الجزائر فان الناس لا تكتفين فقط بامتلاك مهارة الرماية واطلاق الرصاص بل بمهارة تفكيك البنادق وتركيبها من جديد
ينبغي ان لا يتم اعلان انطلاق الثورة الا عندما يغلب اليقين بنجاحها ولذلك ينبغي ان تأخذ القيادة الثورية بعين الاعتبار عوامل النجاح . في الجزائر مثلا اعلن وزير الدفاع الفرنسي عند زيارته لتونس والجزائر بان الجزائر تعيش في استقرار وأمان فتم اطلاق شرارة الثورة في اليوم الموالي بعد ذلك اعلن الوزير ان الثورة محدودة في بعض الجهات ولا تشمل البلاد كلها مباشرة بعد ذلك اشتعلت الثورة في جميع الجهات والمناطق ، فالفرص والعامل النفسي ينبغي ان تكون محددة في اختيار التوقيت
علينا ان نملك الشجاعة الكافية ان نقبل بانه ستكون هناك عمليات انتقام من السكان ولكن علينا ان نسعى لتفادي ذلك ما امكن باختيار الاهداف بكل دقة بحيث يكون من الافضل استهداف اهداف بعيدة ما امكن عن المواطنين وان تكون اقرب الى العدو .امام الشعب وأمام العالم فان الانتفاضة ينبغي ان تحافظ على طابعها الثوري الشعبي كما ينبغي البحث عن مساندة كافة فئات الشعب من خلال توازن بين مختلف تلك الفئات . فإذا كانت قاعدة دعم الثورة ينبغي ان تتشكل من الفقراء وغير المتعلمين ، فانه ينبغي ضمان مساندة المثقفين
وأخيرا ينبغي ان يكون هناك تناغم بين الممثلين الرسميين للحركة الثورية ( لعله يقصد القيادة السياسية ) والقيادة العليا للثورة .ينبغي ان يتوفرون على طاقم مشابه ومن نفس المستوى من الكفاءة "
محادثات مع نفسي ص 111