الاصلاح يقتضي حدا أدنى من المصداقية ، والأساس الاول لتلك المصداقية نظافةاليد وان يكون المرء صالحا في نفسه مؤمنا بالمبادئ والشعارات التي يؤمن بها وفاقد الشيء لا يعطيه ! كيف يمكن لمن يمارس الاستبداد والتسلط داخل جمعيته او نقابته او حزبه ان يرفع عقيرته وينفخ اوداجه مطالبا بالديمقراطية والتشاركية ؟
كيف لمن لا تجد المرأة في مؤسساته موقعا الا موقع الديكور ان ينتقد على الحكومة عدم اعمال مبدا المناصفة ؟ كيف لمن نزل بالمظلة على الأمانة العامة لحزبه او بالانزلات المشبوهة وطوع الأنظمة الداخلية لحزبه ومارس الإقصاء في حق مخالفيه ان يتحدث عن الديمقراطية والحداثة والتنزيل الديمقراطي للدستور ؟ كيف لمن تحول من حال الى حال من عامل او موظف بسيط الى إمبراطور يملك العقارات والأسهم في الشركات ان يستأمن على البلد ومستقبله وان يتحدث عن الحكامة وغياب جرأة الحكومة في مقاومة الفساد ويتكلم تارة اخرى عن مخاطر اسلوب مطاردة الساحرات واستخدام القضاء لتصفية الحسابات السياسية ؟ كيف يمكن ان نصدق من يجمع في نقد الحكومة تارة بين ادعاء ان الحزب الذي يقود الحكومة يسعى لاخونة الدولة وتارة اخرى بالتفريط في الصلاحيات الدستورية ؟ كيف لمن ينتقد بطء الحكومة في الاصلاحات وهو الذي قد سعى الى وضع العصا في عجلة الحكومة ورفع ورقة صفراء تقول ان اصلاح المقاصة باستهداف الفقراء خط احمر ؟ كيف وكيف لمن له تاريخ طويل في التدبير وترك ميزانية الدولة وأنظمة الحماية الاجتماعية..و . على حافة الإفلاس ان يصدق المواطنون انه يريد الاصلاح والأمر ان الله لا يصلح عمل المفسدين !!!!