بعد أن قام صلاح الدين الوديع بتوجيه رسالة إلى رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران ينتقده فيها بسبب استعماله اللغة الفرنسية أثناء الكلمة التي ألقاها خلال افتتاح معرض الكتاب
جاء الرد قويا من محمد يتيم عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية على هذه الرسالة.
يتيم قال في الرسالة الموجهة إلى صلاح الوديع بأن الوديع "يمثل مثقف المشروع التحكمي ومن خدامه الأوائل"، وتعجب يتيم من أن تصدر هذه الرسالة مما أسماه "يساري انتهى به المطاف مثل كثير من أمثاله في حزب يستغرب منه أن يتحدث عن المخزنية أو عن تخليص الملكية من المخزنية".
كما تحدث يتيم عن عضوية صلاح الوديع في حزب الأصالة والمعاصرة وقال "وكأنكم لم تشاركوا أو تؤيدوا مشروعا تحكميا كان يتباهى بالنموذج التونسي لولا أن ثورة الشباب العربي نفضته إلى مزبلة التاريخ ، وسعى إلى أن يضع الدولة رهينة بيده وبدا يمارس أبشع أنواع الإرهاب والتهديد والتخويف من اجل التمكين لوافد جديد وتكوين فريق جديد وحزب جديد".
رسالة الوديع انتقدت أيضا كلمة بن كيران التي قال فيها " أمرني صاحب الجلالة بالاهتمام بضيوفنا الأفارقة، ولعلمكم فأنا كلما خاطبني جلالة الملك أجيب ب'الله يبارك فعمر سيدي "، حيث اعتبر الوديع أن مثل هذا الحديث هو من قبيل طقوس تشبه أسوأ ما في السلوك والعقلية المخزنية التي كافح المغاربة ويكافحون من أجل التخلص منها.
فكان رد محمد يتيم وزعيم الذراع النقابي لحزب العدالة والتنمية بأن هذا "الكلام يعبر عن مشاريع الإقصاء والاستئصال التي لا ترضى الا ان يكون المغرب لها لغيرها ، وان هذه النزعة لا يمكن لها أن تتمكن إلا من خلال آليات التخويف والاستبداد ، ثم من خلال ترويج صورة نمطية تقوم على التخويف واصطناع التعارض والصراع بين المؤسسات"، معتبرا أن هذا الأمر قد قام به سابق "رموز كبيرة من رموز الفساد مثل أوفقير".
يتيم قال بأن الوديع يروج لصورة نمطية عن حزب العدالة والتنمية تارة في كونه ينافس منافسة الملكية في الشرعية الدينية للملكية، اتهامه تارة أخرى بالرغبة في الهيمنة على الدولة ، ثم بعد ذلك الترويج لصورة مناقضة تماماً تتهمه بالتنازل عن الصلاحيات وتكريس الطابع المخزني للدولة والتحول إلى الطلائع الأولى في هذا التوجه .